|
في كل سنة نرسل فتاوى علمائنا في حكم تهنئة النصارى في أعيادهم كالميلاد ورأس السنة ولكني رأيت اليوم منظرا اعتصر قلبي وهز كياني وأنا خارج من المسجد بعد صلاة الجمعة، رأيت امرأة مسلمة ترتدي الحجاب وولدها ذو الثلاث أو أربع سنوات خارج المسجد في انتظار زوجها، وكان الولد يلبس زي ما يسمى بسانتا كلوز أو بابا نويل وبيده جرس يقرعه ويقفز بسعادة وفرح غامرين. ثم علمت أن ابنة عمي الصغيرة أتت من المدرسة السنية بهدايا من معلمتها النصرانية التي أتت مع فرقة تغني لهم التراتيل وتوزع عليهم هدايا العيد.. بل إن مدرسة سنية محلية للأسف بالمشاركة مع إحدى الكنائس نظمت حفلا لأولاد المسلمين عن الميلاد النصراني وما علمت أن مدرسة نصرانية نظمت حفلا بعيد الأضحى.. وما علمت أن نصرانيا اشترى لأولاده ثيابا جديدة للاحتفال بعيد الفطر، ولو أنني حاولت توزيع الهدايا لمدرسة سنية حتى بمناسبة أحد أعيادنا لما دريت ما يكون مصيري من أصحاب المدرسة السنة! معذرة على نفثة المصدور هذه ولكن حال المسلمين ليندى له الجبين والله المستعان.. وأرجو ألا يفسر كلامي من في قلبه مرض أني أدعو إلى فتنة طائفية والعياذ بالله ولكن نقول للنصارى الذين نشاركهم بلدنا: لكم دينكم ولنا ديننا، ولكم أعيادكم ولنا أعيادنا ونحن نحترم حقكم في ممارسة شعائركم ، بل بالعكس لدي بعض الأصدقاء المقربين من النصارى وكل يحترم الآخر ولا ينتقص دينه ولكن هذا لا يعني أن أمسخ هويتي المسلمة وأترك واجبات ديني إرضاءا لهم كما أنهم لا يداهنون في دينهم ولا يحتفلون بأعيادنا كذلك نحن محرم علينا الاحتفال بأعيادهم. فإنني إن احتفلت بعيدهم ورأس سنتهم كأني احتفلت بسجودهم للصليب وبميلاد ابن الله عندهم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.. وهذه الفتوى كالمعتاد في حكم تهنئة الكفار في أعيادهم فكيف بحكم الاحتفال بها؟؟؟ سئل الوالد العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: ما حكم تهنئة الكفّار بعيد (الكريسمس) ؟ وكيف نرد عليهم إذا هنؤنا به؟ وهل يجوز الذهاب إلى أماكن الحفلات التي يقيمونها بهذه المناسبة؟ وهل يأثم الإنسان إذا فعل شيئاً مما ذُكر بغير قصد؟ وإنما فعله إما مجاملة، أو حياءً، أو إحراجاً، أو غير ذلك من الأسباب؟ وهل يجوز التشبه بهم في ذلك؟ الجواب: تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق. كما نقل ذلك ابن القيم – رحمه الله – في كتابه "أحكام أهل الذمة" حيث قال: "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فَهَذَا إِنْ سَلِمَ قَائِلُهُ مِنَ الكُفْرِ فَهُوَ مِنَ المُحَرَّمَاتِ. وَهُوَ بِمَنْـزِلَةِ أَنْ تُهَنِّئَهُ بِسُجُودِهِ لِلصَلِيبِ، بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية، أو بدعة، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه". وللفتوى بقية، اضغط هنا لقراءة الفتوى كاملة. نسأل الله أن يهدي أبناء وبنات المسلمين وأن يردهم إلى الحق ردا جميلا. |
جميع الحقوق محفوظة لـمجموعة الجوف البريدية AL-Jouf Group |
تعليقات
إرسال تعليق