القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost]

๏̯͡๏ N-ar Group ๏̯͡๏ أودعتُ عندَكَ بعضَ روحي + حكم رائعة

 

 
اضغط للاعلان معنا
اضغط للاعلان معنا اضغط للاعلان معنا
| جديد الرسائل | :

 

 
| المرسل  و  بريده | :  أ.د. محمود نديم نحاس || nahasm@yahoo.com
 
| للتعليق على الرسالة : اضــغــط هـــنـــا
 

 

 

 

في حفل زفاف ابنتي، بل في الحقيقة في حفل زفاف زوجها إليها، حيث حفل الرجال منفصل عن حفل النساء، كانت مشاركتي بكلمة قصيرة ألقيتها في الحفل الكريم، قلت فيها: رغم أن هذه ليلة فرح لكني أكاد أجزم أني ما رأيت من أقاربي فتاة تغادر بيت أبيها إلى عش الزوجية إلا والدموع تملأ عينيها، فتثير عند أهلها دموعاً مماثلة. إنها لحظة وداع خاصة يمتزج فيها الفرح بالرهبة، والسرور بالوحشة.
 
فما سبب الدموع؟ تروي لنا كتبُ الأدب أن عمرو بن حجر، ملك كِندة، خطب أم إياس بنت عوف بن محلم الشيباني. ولما حان زفافُها خلت بها أمُّها أمامةُ بنت الحارث، فقالت لها من جملة ما قالت: لو أن امرأةً استغنتْ عن الزوجِ لغنى أبويها أو شدةِ حاجتهما إليها، كنتِ أغنى الناس عنه! ولكنَّ النساءَ للرجال خُلقنَ، ولهنَّ خُلقَ الرجالُ. أي بُنية: إنك فارقتِ الجوَّ الذي منه خرجتِ، وخلَّفتِ العشَّ الذي فيه درجتِ، إلى وكرٍ لم تعرفيه، وقرينٍ لم تألفيه... إلى آخر ما قالت.
 
ولو أن العروس تسمعني لذكرت الوصية كاملة، لكني أكتفي بالشاهد منها، وهو الذي يجعل وداع البنت مع الدموع، ألا وهو فراقها للعشِّ الذي تعودت عليه إلى بيئةٍ جديدة، وفي هذا من الرهبة ما فيه. إنها نشأت في بيت أهلها تمرحُ وتلعبُ وتعبثُ، وعلى ظهرِ أمها وأبيها تصعدُ، وها هي اليوم صارتْ في عداد النساءِ، ولا بد لها من مفارقةِ بيتِ الحنان إلى مكانٍ جديدٍ مجهولٍ.
 
وقولُ تلك المرأة بأن النساءَ خُلقن للرجال يذكرني بأخي وصديقي الشاعر المرهف الاستشاري الكحال الدكتور محمد وليد الموجود بيننا الآن حيث قال لابنته في موقف مماثلٍ لموقفي هذا قصيدة جميلة أقتطع منها :
 
ولو أنَّ الأبوةَ حِفظُ بنتٍ
حفظتُك بينَ أهدابي سِنينا
 
ولكنَّ الزواجَ لنا سبيلٌ
وهديُ الأنبياءِ المرسلينا
 
ولو أنَّ السعادةَ بذلُ مالٍ
بذلتُ التِّبْرَ والدُّرَّ الثمينا
 
ولو أنَّ السعادةَ في متاعٍ
حملتُ لكِ القوافلَ أجمعينا
 
ولكنَّ السعادةَ في تقاةٍ
وحبِّ قرينةٍ ألِفَتْ قرينا
 
فإذا عرفت هذا يا صهري العزيز، فاعلم أني أودعتُ عندَكَ بعضَ روحي وفلذةَ كبدي، فانظر ما أنت فاعلٌ بهما. صهري العزيز، رغم أني أعرفك منذ أن كنت صبياً يافعاً إلا أني لم أدَّخر جهداً في السؤال عنك، حتى اطمأننت إلى أن بنتي ستكون في العش المناسب. فقد أثنى عليك القريب والبعيد.
 
قالوا: شاب نشأ في طاعة الله، وهذه تكفيك لتكون من الذين يستظلون بعرش الرحمن، لكني لا أرضى أن تستظل وحدك، بل أن تكون معك زوجتك، فتأخذ بيدها لتدخلا جنة الخلد معاً. ولِتفوزا بذلك تعاهدا على عمل كل ما يرضي الرحمن، وابتعدا عن كل ما يجلب سخطَه. فالعالَمُ اليوم في أشد الحاجة إلى نماذج تنير له الطريق وترشده إلى المولى الكريم. وأخيراً أسأل الله أن يبارك لكما ويبارك عليكما ويجمع بينكما في خير وعلى خير.
 
 
 
ارسل رسالة لكل الاعضاء |  n-ar-love@hotmail.com  || n-ar@googlegroups.com || jouff@googlegroups.com
 
جميع الآراء و المشاركات والرسائل المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر المجموعة وادارتها  


 

  
 

صفحة القروب على تويترصفحتنا على قوقل بلسقناتنا على اليوتيوبمدونة المجموعة الخلاصات - Rss


 
  | احصائيات المجموعة

|  الذين يقرؤون رسائلنا الآن : المتواجدون حاليا في موقع مجموعة الجوف البريدية  |  Free counter and web stats

 

قروب نار الحب

 

تعليقات