๏̯͡๏ N-ar Group ๏̯͡๏ محاربة طواحين الهواء (0) الموقع | الرسائل | أخبار الجوف | اشترك معنا | طلب إعلان | الخلاصات Rss تفاصيل الرسالة رابط الموضوع || http://jouf.net/details-746.html القسم : مقالات ونقاشات -التاريخ : 28/1/2012 - الكاتب : أ.د. محمود نديم نحاس || nahasm@yahoo.com أ.د. محمود نديم نحاس جامعة الملك عبد العزيز تويتر @MNNahas قابلت في الجامعة مرة طالبا معه مجموعة من الأوراق يوزعها على الطلاب، ولم ينس أن يعطيني واحدة منها، فإذا هي عن بدعة الاحتفال بالمولد النبوي. استوقفته وقلت له: هل هناك من يحتفل بالمولد في هذه البلدة؟ فأنا لم أسمع بمثل هذا في حياتي! فارتبك ولم يجب. قلت له: لماذا لا توزع أوراقاً تهم الطلاب؟ قال: مثل ماذا؟ قلت: حكم الغش في الواجبات والاختبارات مثلاً! فأجاب بأن الاحتفال بالمولد يؤثر في العقيدة، بينما الغش معصية تستوجب الاستغفار! قلت: ولكنك تحارب قضية افتراضية لأنك لم تستطع أن تأتي بمثال واحد احتفل فيه الناس بالمولد النبوي في البلدة التي تسكنها! فلماذا تضيع الوقت في موضوع مثل هذا؟ تركته ومضيت، فلعله يفكر فيما قلت. لكن مازال عمله يؤرقني، إذ يعبر عن طريقة تفكير نبعت من نية حسنة ولا شك، فقد أراد أن يكتسب بعض الحسنات بتوزيعه لتلك الأوراق، لكني توقعت من طالب جامعي أن يفكر بطريقة التاجر. فالتاجر يبيع أصنافاً متباينة من البضائع، إلا إنه يركز جهده على البضائع الأكثر رواجاً أو الأكثر ربحاً، ويبتعد عن البضائع الكاسدة. ذكرّني ذلك الطالب بأحد خطباء الجمعة الذي دبج خطبة كاملة في الحديث عن الجهمية، وتركني والآخرين دون أن نفهم شيئا مما قال. ولما بحثت عن الجهمية في الإنترنت علمت أنها ظهرت في القرن الثاني الهجري وأنها انحسرت مع بداية القرن الثالث الهجري! وقد تكون مصيبتنا مع ذلك الخطيب أخف من مصيبة غير العرب في البلدان التي أخذوا فيها بفتوى أن تكون خطبة الجمعة بالعربية، فيحضر الناس ليستمعوا إلى خطبة هي أشبه بنشرة الأخبار بلغة غير لغتهم، يقرؤها الخطيب من كتاب فيه خمسون خطبة، كل خطبة لأسبوع من أسابيع العام. ففقدوا روح صلاة الجمعة التي يجتمع فيها المسلمون ليتفقهوا في دينهم وليزداد وعيهم بالقضايا التي تهمهم فيتفاعلون معها. وللأسف فقد أخذوا طريقتهم معهم إلى البلدان الغربية التي هاجروا إليها. فنشأ في الغرب جيل صار ينظر إلى صلاة الجمعة وخطبتها على أنها طقوس وحسب. قد يظن أمثال هؤلاء أنهم يعملون عملاً جيداً، وأنا متأكد أنهم يعملون هذا بنية حسنة، لكن النية وحدها لا تكفي. ولو أن أحدهم كان يعمل لدنياه لأحسن العمل مع إحسان النية، ولباع بضاعة رائجة. يذكرني أمثال هؤلاء ببطل طواحين الهواء، الذي وصفه الكاتب الإسباني ميغيل دي سرفانتس سافيدرا، في روايته المشهورة "دون كيشوت" (دون كيخوته)، حيث يعيش البطل العجوز في الماضي، مستغرقا في قراءة الكتب القديمة، فتستبد به الرغبة في أن يكون فارساً بعد أن فات الأوان، فيرتدي الدرع، ويمتشق السيف، ثم يتخيل أن طواحين الهواء جيوش الأعداء، فيهجم عليها ليهزمها.ومذكور في الويكيبيديا أن هذه الرواية التي صدرت سنة 1605م هي العمل الأكثر تأثيرا من الأدب الأسباني في العصر الذهبي وربما الأدب الأسباني بأسره مؤسساً لأعمال الغرب الحديثة في الأدب، وهي الأكثر رواجاً من أعمال الأدب غير الديني وغير السياسي في كل الأوقات، وهي الأكثر شعبية في التاريخ، ونالت مرتبة أفضل رواية من بين روايات أفضل مائة كاتب في العالم. وتقول الويكيبيديا أيضاً أن الروائي الإسباني كتبها استنادا إلى مخطوطة من اختراع مؤرخ مغاربي. ارسال الرسائل ارسل رسالة لكل الاعضاء | n-ar-love@hotmail.com || n-ar@googlegroups.com || jouff@googlegroups.com جميع الآراء و المشاركات والرسائل المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر المجموعة وادارتها جميع الحقوق محفوظة لـمجموعة الجوف البريدية AL-Jouf Groupمجموعة شبابية هدفها الضحك والفرفشة والمعلومات السريعة 29 / مارس / 2011 م تويتر واتساب بنترست لينكدين تمبلر لاين بريد أنسخ الرابط تعليقات
تعليقات
إرسال تعليق