القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost]

♥ قروب الحب ♥ أستوقفتني آية من : ( الآية 21 الى 23 من سورةالانفال )

أستوقفتني آية من : ( الآية 21 الى 23 من سورةالانفال )

{ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (21)
 إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (22)
 وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) }


ولا تكونوا أيها المؤمنون في مخالفة الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم
كالمشركين والمنافقين الذين إذا سمعوا كتاب الله يتلى عليهم قالوا:
 سمعنا بآذاننا, وهم في الحقيقة لا يتدبرون ما سمعوا, ولا يفكرون فيه.

إنَّ شر ما دبَّ على الأرض -مِنْ خَلْق الله- عند الله الصمُّ الذين انسدَّت
 آذانهم عن سماع الحق فلا يسمعون, البكم الذين خرست ألسنتهم عن النطق به فلا ينطقون,
هؤلاء هم الذين لا يعقلون عن الله أمره ونهيه.

ولو علم الله في هؤلاء خيرًا لأسمعهم مواعظ القرآن وعبره حتى يعقلوا
عن الله عز وجل حججه وبراهينه, ولكنه علم أنه لا خير فيهم وأنهم لا يؤمنون,
ولو أسمعهم -على الفرض والتقدير- لتولَّوا عن الإيمان قصدًا وعنادًا بعد فهمهم له,
وهم معرضون عنه, لا التفات لهم إلى الحق بوجه من الوجوه.



22- إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ يعني شر الناس عند الله.
الصُّمُّ عما بعث رسوله صلى الله عليه وسلم من الدين.
الْبُكْمُ يعني الذين لا يتكلمون بخير ولا يفعلونه. والبكم: الخرس.


آ:21 جملة "وهم لا يسمعون" حالية من الضمير في "نا" من " سمعنا " .
آ:22 "عند الله": ظرف مكان متعلق بـ "شر"،
"الصم البكم"
خبران لـ"إن"، والموصول نعت.
آ:23 الجار "فيهم" متعلق بحال من "خيرًا"، وجملة "ولو علم الله"
معطوفة على جملة إِنَّ شَرَّ ، وجملة
"ولو أسمعهم" معطوفة على جملة
 
"لو علم الله"، وجملة "وهم معرضون" حالية من الواو في "تولَّوا" في محل نصب.



( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ ) قيل: المراد المشركون. واختاره ابن جرير.
وقال ابن إسحاق: هم المنافقون؛ فإنهم يظهرون أنهم قد سمعوا واستجابوا، وليسوا كذلك.
ثم أخبر تعالى أن هذا الضرب من بني آدم شر الخلق والخليقة،
 فقال:
( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ ) < 4-34 >
 أي: عن سماع الحق
( البكم ) عن فهمه؛
ولهذا قال:
( الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ ) فهؤلاء شر البرية؛ لأن كل دابة
مما سواهم مطيعة لله [عز وجل] فيما خلقها له،
 وهؤلاء خلقوا للعبادة فكفروا؛ ولهذا شبههم بالأنعام في قوله
:

{ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلا دُعَاءً وَنِدَاءً
[صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ }



[البقرة: 171].

وقال في الآية الأخرى:

{
أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }

 [الأعراف: 179]
.

وقيل: المراد بهؤلاء المذكورين نَفَرٌ من بني عبد الدار من قريش.
روي عن ابن عباس ومجاهد، واختاره
ابن جرير، وقال محمد بن إسحاق: هم المنافقون.
قلت: ولا منافاة بين المشركين والمنافقين في هذا؛
لأن كلا منهم مسلوب الفهم الصحيح،
والقصد إلى العمل الصالح.
ثم أخبر تعالى بأنهم لا فهم لهم صحيح، ولا قصد لهم صحيح،
لو فرض أن لهم فهما، فقال:
( وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأسْمَعَهُمْ ) أي: لأفهمهم، وتقدير الكلام:
ولكن لا خير فيهم فلم يفهمهم؛
لأنه يعلم أنه ( وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ ) أي: أفهمهم ( لَتَوَلَّوْا )
عن ذلك قصدا وعنادا بعد فهمهم ذلك،
( وَهُمْ مُعْرِضُونَ ) عنه.


تعليقات